قضيه الحضري

كيف جعلنا من الحضري .. بطل ثم خائن ثم مخطئ


هل تملك تفسير منطقي واحد لحالة الغضب العارمة وحالة الحديث عن الخيانة التي تحولت الى الحديث عن الخطأ والحديث عن القيم الذي يتحول لحديث عن التربوية التي تحدث الأن .

أن ما يحدث حاليا على مسرح الأحداث الكروية هو أمر غاية في الغرابة فالكل صرخ في وجه الحضري ومنهم من طالب بسحب الجنسية المصرية منه ؟؟ ومنهم من قال أنه خائن ومنهم من قال أنه خان الأهلي وخان مصر وخان كل شئ من أجل الأموال .

على الإتجاه الأخر .. الاهلي يقرر إيقاف اللاعب ويقرر تصعيد الأمر للفيفا وعلى الهواء يقول هادي خشبة " رجوع الحضري لمصر شئ يخصه هو ولا يخص الأهلي " .

وفجأة تحولت كل الأقلام وتحول كل النقاش بسبب – مكالمة تليفونية – كما قال الحضري بنفسه أنه عاد الى مصر بناء على مكالمة هامة لن يقول تلقاها من من .. ويمكن لكم أنتم أن تتخيلوا من من !! هذه المكالمة والأوامر التي صدرت بعد المكالمة حولت الجميع من الهجوم الشديد الى – الهدوء الإستراتيجي – لأن ما هو قادم لا يعرف به أحد فقد تأتي مكالمة أخرى تقول أن الحضري خائن مرة أخرى .. وهنا سيتحول الجميع مرة الى هذه الزفة .. أو تأتي مكالمة أخرى تقول – كله تمام – وخلو الموضوع يمشي ودي ؟؟ ووقتها الحضري سيخرج من القاهرة الى سويسرا بهدوء شديد ؟؟ أو أن تكون المكالمة أمر ببقاء الحضري في الأهلي – وما حدش يفتح بقه – ووقتها سوف يبقى الحضري في الأهلي وسوف يتم أيقافه لمدة شهر مثلا وتدريبه مع الناشئين ثم يعود الى الفريق مرة أخرى وتهتف الجماهير – أرقص يا حضري – مرة أخرى !

قضية الحضري ويا للعجب .. كالعادة .. جاءت في وقتها .. فهناك محارق وقتل وتشريد للألاف في فلسطين ويجب أن يكون بجوار هذه الأخبار القادمة من فلسطين على الصفحات الأولى أخبار أخرى تتحدث عن شئ – ليس له قيمة تذكر – انه الوقت المناسب تماما لكي يعود الحضري – بدون سبب واضح – وبالتالي سوف يرسل الإتحاد الدولي كما فعل بالفعل يطلب البطاقة الدولية للاعب الذي وقع بالفعل للنادي السويسري وبالتالي سيكون هناك أزمة يمكن أن يتحدث فيها الجميع لفترة ليست وجيزة وهكذا وجدت قضية – لطيفة – من أجل تلطيف الجو خلال هذه الأيام – فرصة وعلى كل ذكي أن يستغل الفرصة وقد كان !.

أتحدى أن يكون الحضري نفسه يفهم ما يحدث .. أتحدى الحضري أن يعلم هو نفسه هل هو سيلعب في الأهلي أم سيعود الى سيون ؟؟ وأتحدى كل النقاد الذين هاجموا الحضري بضراوة وفجأة وبدون مقدمات يطالبون الأهلي بأن يتعامل – كالأب – مع أبنه وكأنهم تبدلوا بين يوم وليلة أتحداهم جميعا أن يعطونا سبب وجيه لهذا التحول – سوى المكالمة التليفونية – التي أمرت الجميع فألتزم الجميع بالأمر !!

كل من يهاجم الحضري الأن يقول – الحضري أخطأ ويجب أن يحاسبه الأهلي ولكن لا يذبحه – وهذه هي نفس الأقلام والأصوات التي قالت الأسبوع الماضي – الخائن هرب ويجب الا يعود مرة أخرى - !! هذه الأقلام هي التي قالت أن الحضري خائن وتحدثت عن حجاب زوجته وعن حبه للأموال .. وتقول الأن أنه أخطأ فقط ويجب عقابه على مقدار خطأه لأنه بطل قومي قدم لمصر الكثير !؟

من البداية قلنا لكم .. ما يحدث في قضية الحضري هو شئ عجيب لا يفهمه أحد ولا يوجد من يستطيع أن يشرحه لنا بوضوح أي شخص مهما كان أسمه .. لأن الجميع يتحرك في إتجاهات معينة .. وفجأة .. عندما يرن جرس التليفون .. يتحولون الى اتجاهات أخرى !!

أرقص يا حضري