من "موقعة بيرن" إلى "زيدان شو" .. الدليل لأفضل 10 مباريات ربع نهائي بكأس العالم
السبت يوليو 10, 2010 7:48 pm
ريكاردو زامورا يبدو واثقاً، ينظر للكاميرا في اللقطة التذكارية مبتسماً حاملاً في يده علم "جمهورية إسبانيا" بالألوان الحمراء والصفراء والبنفسجية، أول ربع نهائي في تاريخ كأس العالم، 31 مايو 1934، القميص البولو الأبيض تحت الرداء القطني الأميل إلى اللون الأصفر، قبعة أنيقة من القماش، سروال طويل، يصاحبهما جوربان قطنيان بالخطوط البيضاء والداكنة تصل إلى الركبة، حاملاً كرة جلدية من اللون السمني، نوع الأربطة التي تحكم إغلاقها تدل أنها من النوع الفاخر، ربما هي كرة موسوليني شخصياً.
زامورا أفضل حارس في أوروبا يسقط بعد دقائق قليلة أمام إيطاليا، مهاجمو الأتسوري بقيادة جوتسيبي مياتسا يركلونه في قدميه وجسده في غياب أعين الحكم ، في النهاية القبعة تسقط على الأرض ولكن يديه تحكم السيطرة على الكرة، صموده استمر لمباراة واحدة، قبل إعادة اللقاء مجدداً بدونه بداعي الإصابة.
هذه هي "ربما" أهم 10 مباريات لربع نهائي كأس العالم، مع 10 منتصرين ينضمون للسيد مياتسا، و10 ضحايا أنضموا لفريق السيد زامورا.
المجر – البرازيل (4–2) كأس العالم 1954
هناك لحظات ما في ربع النهائي عندما يدرك الجميع أن الأزمنة قد تغيرت، و ليس هناك أفضل من "موقعة بيرن" لتأكيد المجريين للعالم بمن هو "أفضل فريق في العالم" في النصف الأول من الخمسينيات.
تلك المباراة الدامية التي قد تثير اهتمام كوينتين تارانتينو لعنفها الصارخ بدأت بجحيم مجري في الدقائق السبع الأولى، مع هدفين افتتاحيين من توقيع هيديكوتي في الدقيقة الرابعة ممزقاً سقف مرمى الحارس البرازيلي كاستيليو، ومن بعده ساندرو كوتشيش في الدقيقة السابعة من ضربة رأس متقنة.
من هجمة مرتدة حصل البرازيليون "رمز العصر البائد" على ركلة جزاء نفذها بنجاح دالما سانتوس مقلصاً الفارق. وفي الوقت الذي احتدم فيه الركل والضرب بين الفريقين قرر الحكم الإنجليزي أرثر إليس لعب دور البطولة بعد مرور ساعة باحتساب ركلة جزاء برازيلية مثيرة للجدل، سددها ببرود أعصاب بالغ ميهالي لانتوش.
بعدها بخمس دقائق أكمل جلينيو السيناريو الدموي بتسديدة فائقة الروعة من خارج المنطقة في مرمى الحارس المجري جروسيتش محولا الفارق للمنتخب البرازيلي.
الأجواء تشتعل في حضور 60 ألف متفرج بأزيائهم الرسمية شاهدوا طرد لاعبين من البرازيل وآخر من المجر بين الدقيقتين 70 و 80 في تواصل لحفلة "الذبح" بين العالمين القديم والجديد في كرة القدم.
وحده كوتشيش كان المتكفل بإنهاء معاناة البرازيليين قبل النهاية بدقيقتين، بعد إحراز هدف رابع رائع من خارج المنطقة من تسديدة خادعة وضعت كاستيليو في مقتل، تضاهي بهلوانيات جابولاني...والرسالة واضحة للجميع ..."مرحباً بكم في ربع نهائي المونديال!"
النمسا – سويسرا (7–5) كأس العالم 1954
ربما هي واحدة من أكثر مباريات كأس العالم إثارة عبر تاريخه، فعلياً هي تحمل لقب أكثر مباريات كأس العالم غزارة على الإطلاق، ولكن بعد مونديال 2010 من المؤكد أن موقعة لوزان ستشعر البعض بالغثيان لمجرد معرفة أن الشوط الأول انتهى بتقدم نمساوي بنتيجة 5 – 4 (مع الوضع في الإعتبار أن هذه المباراة انتهت في وقتها الأصلي).
البلد المضيف في المقدمة بثلاثية نظيفة في أول 23 دقيقة لم تمنع الضيف والجار الشقيق من الحلم في العودة لأجواء اللقاء في خيالات "بريئة"، لم يستغرق الحلم دقيقة حتى كان فاجنر يسدد من خارج المنطقة كرة تتهادى نحو المرمى السويسرى معطياً بريقاً من الأمل، بعدها بدقيقة يحرز كورنر هدفاً ساحراً يستقر في المقص الأيسر للحارس السويسرى بارليير، بعدها بدقيقتين بارليير يخفق في التصدي لنفس الكرة المتهادية المعتادة من فاجنر مدركاً التعادل.
المنتخب النمساوي يتلقط أنفاسه لمدة خمس دقائق قبل أن يسجل هدف التقدم في الدقيقة 32 عن طريق أوكفير من تسديدة من داخل المنطقة لكرة ضالة من فاجنر. بعدها بدقيقتين يحرز كورنر هدفه الثاني له والخامس لفريقه من متابعة لكرة أخفق بارليير في التعامل معها، بعدها بدقيقتين يعيد بيلمان سويسرا لأجواء اللقاء بهدف رابع من كرة خاطفة أمام مرمى الحارس النمساوي شميدت، ولم يشأ بارليير إغضاب مديره الفني بعد استقبال خماسية في شباكه، ليقدم على التصدي بنجاح لركلة جزاء سددها كورنر قبل نهاية الشوط بلحظات.
الشوط الثاني "الرتيب" نسبياً عرف إحراز فاجنر لهاتريك عابر بهدف سادس لبلاده في الدقيقة 52، بعدها بخمس دقائق كان السويسرى هوجي على موعد مع هاتريك خاص به بتسديدة رائعة من خارج المنطقة سكنت المقص الأيمن لمرمى شميدت، وفي الوقت الذي حاول فيه النمساويون إضاعة الوقت بشكل مستفز تمكن بروبست من الإنفراد بمرمى بارليير في الدقيقة 76 محرزا الهدف السابع، والحاسم لضمان صعود بلاده لنصف النهائي.
البرتغال – كوريا الشمالية (5–3) كأس العالم 1966
لم يكن برنامج "مساء الأنوار" ليجد مشكلة في التعامل مع تحليل "ما قبل" هذه المباراة، والمحسومة سلفاً للفريق الأوروبي في نظر الكثيرين، وإن كانت الصعوبة الأكبر بالنسبة للبرنامج ستتمثل في التعامع مع طريقة 4 – 2 – 4 التي لعب بها الفريقان، إضافة إلى صعوبة نطق أسماء الفريق الآسيوي المغمور، والذي تبجح بإقصاء فريق إيطالي"كبير"، حتى لو كان هذا الأخير قدم عروضاً بالغة التواضع خلال الدور الأول من البطولة.
فعلياً كان ملعب جوديسون بارك في ليفربول على موعد مع حفلة كروية مجنونة كادت أن ترسم تاريخاً جديداً ببطولات كأس العالم مع أول فريق من خارج أوروبا والأمريكتين يصل إلى نصف النهائي، لا سيما ولوحة التسجيل تشير بعد 25 دقيقة إلى تقدم كوري بثلاثية نظيفة، وإكتساح كامل على مستوى اللعب أدهش نحو 52 ألف متفرج منذ الثانية الـ55 التي شهدت هدفاً مباغتاً من باك سيونج زين، صاحب هدف سابق في مرمى تشيلي بالدور الأول.
كان على أوزيبيو وعصابته مواجهة فريق احتل أركان الملعب بانتشاره الجيد، مصحوباً بتشجيع حار من الجمهور المحلي في ليفربول، إلا أن المعجزة تحققت من خلال ثنائية للفهد البرتغالي قبل نهاية الشوط الأول، أتبعهما بهدفين آخرين خلال ربع الساعة الأول من الشوط الثاني، كان ثانيهما من ركلة جزاء احتسبت بعد مسيرة 50 متراً كاملة بالكرة، مرواغاً أربعة لاعبين كوريين في طريقه، قبل أن يحسم جوزيه أجوستو النتيجة تماماً بهدف خامس قبل النهاية ب10 دقائق.
ملحمة فرنسية برازيلية في 1986
مباريات ربع النهائي اكتسبت عقب حفلة جوديسون بارك أهمية إضافية، فمبقدور هذه المباريات تغيير حياة أبطالها 180 درجة كاملة، فقد أضحى أوزيبيو أسطورة برتغالية بقية حياته، فيما قضى باك سيونج زين عقب عودته إلى بلاده 12 عاماً في معسكر اعتقال يودوك لأسباب مجهولة!
ألمانيا – إنجلترا (3-2) كأس العالم 1970
العزيمة الألمانية على الهواء مباشرة وبالألوان الطبيعية، من فاتهم التعرف على الأسباب التي دعت الألمان للفوز بكأس العالم 1954 أمكنهم معاينة عودة رفاق بيكنباور من التأخر بهدفين حتى الدقيقة 50 أمام حاملي اللقب (دون أي جدل تحكيمي حتى هذه اللحظة حول ما هي الشروط التي يجب توافرها لإحتساب أي كرة كهدف شرعي في هذه الرياضة المثيرة).
ثنائي توتنام هوتسبير الآن موليري ومارتن بيترز يضعان إنجلترا في المقدمة حتى الدقيقة 50 على عكس ما كان متوقعاً داخل معسكر الفريق بسبب الحر القائظ الذي داهم ملعب جوانخواتو بمدينة ليون، وما سبقه من غياب الحارس الأسطوري جوردون بانكس بعد إصابته بتسمم غذائي منعه من خوض اللقاء، ليشارك بدلاً منه حارس تشيلسي بيتر بونيتي.
هدف من بيكنباور من على أطراف المنطقة يعيد الألمان للعبة مجدداً في الدقيقة 70، قبل أن يحقق القائد أوفي زيلر المعجزة بـ"قرص دماغه الخارجي" - حسب قاموس محمود بكر الخاص، بإحرازه هدفاً بهلوانياً قبل النهاية بتسع دقائق، وصفه بعض لاعبي المنتخب الأنجليزي بأنه نتاج رأس زيلر "اللعينة".
في الدقيقة 108 كان الفريقان على وشك الإنصهار، إلا أن البديل يورجن جرابوفسكي كانت لديه الطاقة الكافية لإرسال كرة عرضية متقنة على رأس زميله هانتس لور، الذي أرسلها بدوره أمام المرمى الإنجليزي لتجد ثعلب يبلغ طوله 176 سنتيمتر يدعى جيرد مولر، كان عليه أن يقرر لعب الكرة برأسه أو الطيران بنصف قدم في الهواء لركلها في مرمى بونيتي.
اتخذ مهاجم بايرن القرار الثاني مسجلاً واحد من أفضل أهداف مونديال 1970، وأحد أهم الأهداف الكلاسيكية على مر العصور، ولا مانع من استقبال تهاني بعض أفراد الجمهور المكسيكي الذي نزل أرض الملعب معبراً في تلقائية شديدة عن سعادته - دون تعقيدات الفيفا المبالغ فيها حالياً.
ولا مانع من إضافة الأرجنتيني نوربيرتو كوريتسا حكم اللقاء لبعض البهارات الخاصة بإلغاء هدف لفرانسيس لي، ومن تغاضيه عن احتساب ركلة جزاء بعد عرقلة بيكنباور للبديل كولين بيل قبل نهاية اللقاء بدقائق.
*ملحوظة: لم تكن الإعادة التلفزيونية معمولا بها تحكيمياً كما هو الحال الآن!
فرنسا – البرازيل (1-1) ( 5-4 بركلات الجزاء) كأس العالم 1986
واحدة من أفضل مباريات كأس العالم عبر تاريخه، وربما الأفضل في ربع القرن الأخير، إنها أشبه باستيقاظك صباحاً لتكتشف رسالة وداع يتركها أحد أعضاء العائلة على ثلاجة منزلك، يشكرك فيها على اللحظات السعيدة، ولكنه يأسف لأنه لن يظهر مجدداً في حياتك، وتلك الرسالة موقعة بأسماء زيكو وسقراط وجونيور وبلاتينيي وجوسيمار وباتس وجيريس وتيجانا، كلهم معاً، الفائز منهم والخاسر من تلك اللوحة الرائعة بملعب خاليسكو بجوادا لاخارا.
كل شيء في هذه المباراة يتحدى فكرة الاستديوهات التحليلية، ساعتان من الكرة الهجومية الخالصة تقدم مباشرة من مجموعة المبشرين بها من الفريقين، لقد بدا الأمر وكأن سانتانا ومشييل هيدالغو اتخذا قراراً بإسعاد الجميع، كل هذه التحركات بدون كرة، كل هذه الحلول الهجومية والبدائل (يمكن ملاحظة كيف بدأت لعبة هدف كاريكا للبرازيل)، أو (كيف صنع تحرك واحد لجيريس فكرة الهدف الفرنسي).
جويل باتس يصطاد كل ناموسة تقترب من مرماه، زيكو يدخل في منتصف الشوط الثاني في دور المنقذ، ولكنه يهدر ركلة الجزاء التي طالما كان متخصصاً في تسديدها، (كيف يمكن أن يضع سقراط رفاقه في وضع إنفراد بالمرمى من لمسة واحدة؟)، (كيف يمكن لأموروس وبلاتيني وبيلون صنع هجمة مرتدة في الدقيقة 110 بنفس إيقاع الدقيقة العاشرة؟)، بيلون يرد على منعه من التسجيل بشكل سافر من الحارس البرازيلي كارلوس وذلك في مرحلة ركلات الجزاء عندما يسدد ضربة ترتد من القائم لتصطدم بكارلوس قبل أن تدخل المرمى من جديد، سقراط يهدر ركلته، بلاتيني يطيح بها في المدرجات، جوليو سيزار يضعها في القائم، سليط اللسان لويس فيرنانديز يضع الركلة الخامسة، فرنسا في نصف النهائي!.
الأرجنتين – إنجلترا (2-1) كأس العالم 1986
عندما يسقط أحد أقاربك فريسة للتعب والإرهاق أمام شاشة التلفزيون فمن الأفضل تركه في سلام حتى لو كان هذا على فترات متقطعة من تلك المباراة التي أقيمت في 22 يونيو في ظهيرة حارة بملعب ألازتيك في مكسيكو سيتي.
الهدوء النسبي الذي اتسم به الشوط الأول كان دافعاً لفترات أطول من النوم، كان أبرزها بين الدقيقتين 50 و55، ووقتها سيكون من المتوقع أن يستيقظ ذلك القريب من نومه على صوت صراخ الجيران، ليبادر بالسؤال :"ماذا حدث؟"...وقتها سيكون من الصعب إبلاغه بأن لاعبه المفضل على مر العصور قام بأكبر عملية سطو كروي في التاريخ، وبعدها بخمس دقائق نفذ أجمل لعبة في تاريخ كأس العالم!"
الإجابة المثالية ستكون:"لا شيء مهم ... مجرد فرصة ضائعة لإنجلترا!".
إنجلترا – الكاميرون (3-2) كأس العالم 1990
في 21 يونيو كان المصريون يتابعون دموع إبراهيم حسن بعد خروجه من الدور الأول على يد إنجلترا بهدف نظيف مؤلم، بعدها بعشرة أيام منذ تلك الليلة الصيفي الباردة عام 1990 كان نفس الجمهور المصري يقفز آسفاً بعد ضياع فرصة ضائعة من الكاميروني أومام بييك في تلك المباراة المجنونة في نابولي أمام إنجلترا نفسها.
النمسا وسويسرا و12 هدفا في ربع النهائي
لقد شعر الجمهور المصري الذي تابع هذا اللقاء باعتباره "أحد أقارب العريس" بأن مباريات ربع النهائي لها هدف آخر غير متابعتها، وهي أنها تسمح لأفريقيا بالحلم بمكان في نصف النهائي وبلوغ المجد.
حتى بعد التأخر بهدف من ديفيد بلات في الدقيقة 25 حافظ الكاميرونيون على ثقتهم، نفس الهدوء، الإيقاع المتمهل، الاعتماد الكامل على باجال وميكاناكي في وسط الملعب لتمويل ليبيا وأومام بييك بالكرات الخطرة، يبدو أن أمر الصعود كان مخططاً له، خطوات كوندي الواثقة في تنفيذ ركلة الجزاء في الدقيقة 61 تحكي كل شيء، ومن بعدها بأربع دقائق كانت تمريرة روجيه ميلا البليغة لإيكيكي في لعبة الهدف الثاني.
"لقد كنا نشعر بثقة كبيرة منذ تلك اللحظة، كنا نرغب في إمتاع الجميع، من أجل الجمهور، ومن أجل أنفسنا في المقام الأول". هذا ما شعر به ميلا في نابولي ولكن الثمن كان إدراك التعادل للإنجليز ثم التقدم عن طريق الأفعى جاري لينيكر من خلال ركلتي جزاء ساذجتين.
جون متسون معلق البي.بي.سي لخصها آنذاك بجملة عابرة:"لقد أعطت الكاميرون إنطباعاً بأن التأهل لنصف النهائي أمر بالغ السهولة، بالفعل كان الأمر سهلاً للغاية بالنسبة لهم!".
السويد - رومانيا (2-2) (7-6 بركلات الجزاء) كأس العالم 1994
من الصعب تخيل كيف لبرنامج "مساء الأنوار" أن يحتمل تحليل هذه المباراة الهزيلة بين هذين الفريقين الصغيرين، ولكن المتابعين لبرنامج هشام رشاد "نصف السنوي" في التسعينيات كانت لهم الفرصة كاملة لأن تستقر هذه المباراة "الضعيفة" في أذهانهم، ليصبح الحارسان المتواضعان فلورين برونيا وتوماس رافيللي بطلين لتلك الملحمة من سان فرانسيسكو، توماس برولين يجد مبرراً للرقص بدورة في الهواء بعد إحرازه أفضل هدف من جملة تكيتكية في مونديال 94 بالمشاركة مع هاكان ميلد.
في المقابل فلورين رادوتشاو "أحد أصدقاء حمادة إمام خلال البطولة" يحرز التعادل قبل النهاية بدقيقة واحدة، متابعاً ركلة حرة ضالة من جورجي هاجي، أحد أبرز المنتجات الرومانية على الإطلاق.
هواة القطع المتحفية يتذكرون العملاق السويدي باتريك آندرسون وهفوته التي كلفت بلاده الهدف الثاني عن طريق راديوتشاو في الوقت الإضافي الأول، قبل أن يخطف كينيت أندرسون هدف التعادل بضربة رأس نموذجية قبل النهاية بعشر دقائق (كينيت يتجه بعد تسجيل الهدف إلى علامة الركلة الركنية واضعاً ذراعية في وضع قائم مشيراً بإبهامه إلى أرض الملعب).
ولا يفوتنا الحديث عن التصدي المزدوج لبرونيا لكرة لاعب شاب يدعي هنريك لارسن، كان هنريك وقتها مازل مؤمناً بتقاليد الراستا وجدائل شعر بوب مارلي.
رافيللي "ألد أعداء حمادة إمام خلال البطولة" يدخل في مشادة مع ديميترسكو خلال ركلات الجزاء، وميلودراج بيلوديدتشي يرسل رومانيا إلى أرض الوطن بعد إهداء ركلة الجزاء الأخيرة ... في نهاية سعيدة لكل من يكره الفرق "الصغيرة".
الأرجنتين – هولندا (2-1) كأس العالم 1998
خاص وحصري لهواة جمع القطع المتحفية من حقبة التسعينات، كل قطعة أثرية بحالتها الطبيعية، شعر فان دير سار القصير، تقمص إدجار دافيدر لدور المكوك الذي لا يهدأ، إرتقاء كلويفرت بذراعين مفتوحين وقدمين طائرين وعيني صقر لكل كرة عرضية، شراسة دييجو سيميوني، كلاوديو لوبيز يخلع قميصه مهدياً الهدف لأقاربه من الدرجة الثانية، يونك في دور الجندي الهولندي المجهول، الظلام الدامس الذي يصنعه روبرتو سينسيني في خط الوسط، حماقة أرثر نومان في تلقي بطاقة حمراء بلا سبب، و"بلطجة" أورتيجا في نطح لاعب أطول منه بنصف متر كامل، "صلعة" اللاعب الشاب فيرون - والتي مازالت ترافقنا حتى اليوم، جوس هيدينك بشاربه الكثيف دائم الحركة من خارج الخطوط كقبطان لسفينة على وشك الغرق، باتيستوتا يراوغ على القدم الثابتة لخصمه مسدداً في القائم، دينيس بيركامب ينهي معاناة 60 ألف متفرج في ملعب فيلودروم بثلاث لمسات شافية، مصحوباً بصوت الشربيني الصارخ من أعماق حنجرته محذراً الجميع، وكأنه في ميدان عام بأن"بيركامب قلب الترابيزة على الكل".
فرنسا – البرازيل (1-0) كأس العالم 2006
زيدان يبدو مستهلكاً تماماً في ممرات البيرنابيو بعد مواجهة ليون بدوري الأبطال في نوفمبر 2005، الأمور لا تسير على نحو جيد مع ريال مدريد، واللعب في سن الـ33 يبدو أصعب كل يوم بالنسبة له، يلتقط أنفاسه رويداً، الشيء الوحيد الذي يدخل الطاقة إلى أوصاله مجدداً هو سؤال عن حظوظ فرنسا في كأس العالم بعد العدول عن قرار إعتزاله الدولي قبل شهرين.
زيزو يشرع في الإجابة قبل أن يمر البرازيلي جونينيو لاعب ليون من أمامه على نحو مباغت في لفتة أجبرت الفرنسي على رمقه بنظرة إندهاش.
"أعتقد أننا نمتلك فرص طيبة، أنا واثق من أننا سنقدم بطولة كبيرة، ربما الوصول لقبل النهائي". جملة قالها زيدان قبل أن يغادر البيرنابيو في خطوات ثقيلة، ولم تثر إهتمام الكثيرين ممن كانوا يرغبون في الإصطياد في مساء تراجع مستوى زيزو مع ريال مدريد.
بعد أن أكمل إبن أزقة مارسيليا عامه الرابع والثلاثين بأسبوع واحد فقط، ها هو يبادل جونينيو نفس النظرة مع إبتسامة خافتة في منتصف ملعب فرانكفورت، مباريات ربع النهائي الكلاسيكية في العادة هي بين فريقين رائعين، ولكن ما حدث ليلة 1 يوليو 2006 يتعلق بإسهام لاعب في إعادة بعث فريقه، كرجل إسعاف يضع جهاز الصدمات الكهربائية على صدر مريض على وشك فراق الحياة...النتيجة هي فوز وعرض المنتخب الفرنسي على البرازيلي في ربع نهائي مونديال 2006.
لا أحد يتذكر أنها المباراة الأخيرة لكافو وروبرتو كارلوس ورونالدينيو في كأس العالم، ولكن الجميع يتذكر رقصات صاحب الرقم 10، عندما يصبح المايسترو هو العازف أيضاً – دومينيك مراقباً من خارج الخطوط كعادته – عندما يتمكن لاعب واحد في حالة استثنائية من إدخال السكينة إلى فريقه أمام المرشح الأول للفوز بالبطولة، ولا بأس من إهداء الفوز من كرة عرضية ساحرة في طبق من فضة لتيري هنري المنطلق بلا رقابة في الدقيقة 57، وبعد ثمانية أشهر كاملة من حوار ممرات البيرنابيو، خطوات زيدان الثقيلة تتحول إلى ابتسامة عريضة ... إنه من جديد في نصف النهائي!
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى