تقديم: هولندا أمام إسبانيا في المشهد الأخير لمونديال 2010

يُسدل الستار غدًا على مونديال 2010 حيث لم يتبق سوى مشهد الختام الذي سيجمع منتخبي إسبانيا وهولندا في المباراة النهائية التي سيشهدها ملعب سوكر سيتي في مدينة جوهانسبيرج الجنوب أفريقية في السادسة والنصف بتوقيت جرينتش التاسعة والنصف بتوقيت السعودية ومصر وفلسطين وأمام ما يزيد عن 88 ألف متفرج بينهم العديد من كبار الشخصيات الرياضية في العالم، ويُمكنم متابعة تفاصيل أكثر لبطاقة المباراة بالدخول هنا

المباراة هي الخطوة الأخيرة في مونديال القارة السمراء لكنها الخطوة الأولى للفائز بها نحو دخول التاريخ من أوسع أبوابه وحصد المجد الدائم للأبد، الفريقان يدخلان اللقاء ويُراودهما أمل تحقيق حلم العُمر بالفوز بالبطولة الغالية للمرة الأولى في تاريخهما وهو الإنجاز الذي سيُخلد صاحبه في التاريخ الكروي لبلاده بل كذلك في التاريخ الكروي لقارة أوروبا بالكامل لأنه سيكون المنتخب الأول الذي يُتوج بالبطولة خارج حدود القارة العجوز.
المباراة النهائية للمونديال سيقودها الحكم الإنجليزي هاورد ويب ويُساعده مايك مولاركي ودارين كان وهي المرة الأولى التي يُدير بها حكم إنجليزي نهائي المونديال منذ عام 1974، وستكون تلك مباراة ويب الرابعة في البطولة حيث أدار من قبل مباراة سويسرا ضد إسبانيا ومباراة إيطاليا ضد سلوفاكيا وكلتاهما في دور المجموعات وقد انتهتا بمفاجأة كبيرة كما نعلم فيما كانت الثالثة في دور الـ16 وشهدت فوز البرازيل على تشيلي بثلاثية نظيفة.

خلال مبارياته الـ3 في المونديال استخدم ويب الكرت الأصفر 17 مرة كان أكثرها في مباراة إيطاليا ضد سلوفاكيا حيث أشهر 8 كروت مناصفة بين لاعبي الفريقين، ولكنه لم يستخدم الكرت الأحمر أبدًا وكذلك لم يحتسب أي ركلة جزاء خلال البطولة.

يُذكر أن اختيار الحكم صاحب الـ39 عام لادارة نهائي المونديال لم يكن الجائزة الوحيدة التي تلقاها في العام الحالي حيث سبق له أن أدار مباراة نهائي دوري الأبطال والتي انتهت بانتصار الإنتر الإيطالي بنتيجة 2-0 على بايرن ميونيخ الألماني.

مشوار الفريقين ..... شعاره الأهم "النتيجة أهم من الأداء"

http://u.goal.com/93400/93418hp2.jpg http://u.goal.com/93400/93418hp2.jpg

أبطال اليورو افتتحوا البطولة بخسارة مُحبطة ومفاجئة أمام المنتخب السويسري لكنهم استعادوا توازنهم بسرعة وهزموا الهندوراس ثم تشيلي ليتأهلوا كمتصدرين للمجموعة الـ8 وبرصيد 6 نقاط و4 أهداف وهدفين في مرماهم.

المراحل الاقصائية تميزت بعامل مشترك هو الفوز بنتيجة 1-0 وغالبًا ما كان يُسجل في وقت متأخر من المباراة، بهذا الهدف الوحيد هزمت إسبانيا كل من البرتغال ثم الباراجواي ثم ألمانيا ويُمكن القول بثقة أن الأداء المقنع للفريق لم يظهر سوى في مباراة نصف النهائي أمام المانشافت.

المنتخب الهولندي هو الفريق صاحب النتائج الأفضل في البطولة حيث حقق رقمًا مهمًا يتمثل بالفوز في جميع مبارياته، وكانت البداية بالفوز على الدانمرك ثم اليابان ثم الكاميرون واحتلال صدارة المجموعة الـ7 برصيد 9 نقاط و5 أهداف ولم يقبل سوى هدف واحد.

الطواحين البرتقالية تخطت منتخب سلوفاكيا بنتيجة 2-1 في دور الـ16 قبل أن تُحقق النتيجة الأهم في مشوارها باقصاء البرازيل بنفس النتيجة وأخيرًا كان الفوز على الأورجواي بنتيجة 3-2 في مباراة يراها الكثيرون الأفضل في البطولة.

كما أشرنا في العنوان، فالفريقين رفعا شعار "الفوز قبل وأهم من الأداء" وهو ما ظهر واضحًا خلال مشوارهما في البطولة حيث لم يقدم أي منهما المستوى الممتع والمقنع الذي اعتاد عليه خلال بعض البطولات السابقة لكنه حقق الأهم وهو الفوز ومواصلة المشوار حتى المباراة النهائية وهو بلا شك الإنجاز الأهم والإنجاز الذي يبقى ويُخلد في التاريخ أكثر من الأداء المميز.

هولندا ...... هجوم شرس ودفاع مُقلق وشنايدر هو النجم الأول

http://u.goal.com/101400/101474hp2.jpg
المنتخب الهولندي يلعب بأسلوب 4-2-3-1 الواضح والصريح ويعتمد على تواجد الرباعي برونكهوست وهيتينجا وماثيسين وفان دير فيل في الخط الخلفي وأمامهما فان بوميل ودي يونج كمحوري إرتكاز وفي الأمام الثلاثي روبين وشنايدر وكويت خلف المهاجم المتقدم روبين فان بيرسي.

الفريق يعتمد دفاعيًا على الخط الخلفي ومحوري الارتكاز وكذلك الضغط الأمامي على لاعبي المنافس وإن كان كاوت هو الوحيد الذي ينفذه باتقان كبير، فيما يعتمد هجوميًا على الرباعي الأمامي وتحركاتهم الكثيرة وقدراتهم الفردية الممتازة مع دعم جيد من الظهير الأيمن "فان دار فيل" وأحد المحورين وغالبًا ما يكون فان بوميل.

هناك بعض النقاط الأساسية في أداء الفريق الهولندي وتتخلص في التالي:

* الفريق يؤَّمِن دفاعه دائمًا بـ3 لاعبين ولهذا لا يسمح لبرونكهوست بالتقدم كثيرًا بل التقدم يكون من نصيب الظهير الأيمن لأنه صاحب قدرات هجومية أفضل.
* فان بوميل ودي يونج يلعبان على خط مستقيم يتحرك يمينًا ويسارًا للتغطية على الأطراف وفي نفس الوقت يلعب الثنائي بحذر كبير ولا يتقدمان للهجوم إلا في حالات استثنائية.
* روبين يلعب دائمًا على الجانب الأيمن ويستخدم أسلوب الاختراق المهاري قطريًا نحو منطقة الجزاء ثم التسديد وتلك المهارة تُفيد الفريق كثيرًا، وكذلك يقتحم اللاعب منطقة الجزاء حين تكون الكرة مع كويت في الجانب الأيسر بحيث يتحول نجم البايرن لمهاجم ثاني داخل منطقة الجزاء وهدفه في مرمى الأوروجواي مثال جميل على ذلك.
* ديرك كويت يلعب على الجانب الأيسر دائمًا ويستخدم أسلوب الانطلاق الطولي على الخط ثم التمرير العرضي أو تنفيذ الهجمات الجماعية مع شنايدر، وهو ينفذ نفس التكتيك المتبع من روبين بحيث يدخل منطقة الجزاء حين تكون الكرة في الجانب الأيمن.
* شنايدر هو قائد المنطقة الهجومية للطواحين ويلعب في عمق الوسط ويتقدم هجومًا ويعود دفاعًا، ويمكن القول أن لعبه في الإنتر بنفس الطريقة أكسبه خبرة كبيرة في التعامل مع واجبات هذا المركز دفاعيًا وهجوميًا ولهذا يبقى هو صاحب المجهود الأكبر في الفريق والنجم الأبرز القادر على إضافة اللمسة الحاسمة في كثير من اللحظات، شنايدر يلعب على حدود منطقة الجزاء ويستفيد من قدرته التسديد والتمرير المتقن وقراءة الملعب جيدًا وكذلك يُنفذ الهجمات الجماعية مع زملائه وخاصة فان بيرسي وكويت.
* الثلاثي السابق يُعد الأفضل في فرق المونديال جميعًا نظرًا لتنوع قدراته ما بين التسديد والاختراق المهاري وتنفيذ الألعاب الجماعية والأهم امتلاك الجميع قدرات تهديفية كبيرة داخل وخارج منطقة الجزاء ولهذا نصف دائمًا هجوم هولندا بالأشرس في البطولة.
* روبين فان بيرسي يلعب داخل منطقة الجزاء ولكنه أسلوب لا يُناسب كثيرًا مهاجم الأرسنال ولهذا نراه كثيرًا خارج المنطقة وعلى أطرافها وهذا يحرم الفريق من العمق الهجومي المطلوب في كثير من الفترات وربما تواجد هونتيلار كان الأفضل، لكن في نفس الوقت حركة فان بيرسي الكثيرة لها فائدة مهمة تتمثل في ارباك الدفاع وجعله غير قادر على رقابة لاعبي الطواحين.
* التسديد من بعيد والكرات الثابتة سلاح مهم للغاية في هجوم الفريق الهولندي وكثيرًا ما حسم لهم المباريات الصعبة وفي الأوقات الصعبة.
* خط دفاع الفريق هو حلقته الأضعف، حيث يعيبه البطء والثقل وسوء الرقابة الفردية والتحرك والمتركز داخل المنطقة، ولهذا نجد المدرب فان ميرفيك يُكلف محوري الارتكاز بواجبات دفاعية تحمي الخط الخلفي وتقلل من أخطائه وفي نفس الوقت يقوم ديرك كويت بجهد كبير في الحالة الدفاعية.
* فان ميرفيك يمتلك أوراق بديلة ممتازة بجانبه، أهمها الرباعي فان دار فارت وإيليا وهونتيلار وأفيلاي ولكن تبقى النقطة هي كون كل هؤلاء أوراق بديلة في الجزء الأمامي من الملعب لكن بدلاء الجزء الخلفي ليسوا بنفس القوة والجودة وتلك تُمثل مشكلة كبيرة للمدرب ظهر تأثيرها في مباراة نصف النهائي حين غاب الثنائي دي يونج وفان دار فيل.


إسبانيا ..... قدرات فردية هائلة وأداء تكتيكي يتطور وفيا صاحب كلمة الحسم

http://u.goal.com/101400/101474hp2.jpg
المنتخب الإسباني يتبع نفس الأسلوب التكتيكي الخاص بنظيره الهولندي وهو اللعب بطريقة 4-2-3-1 بتواجد الرباعي راموس وبويول وبيكيه وكابديفيا في الدفاع وأمامهم الثنائي بوسكيتش وتشابي ألونسو كمحوري ارتكاز خلف الثلاثي الأمامي بيدرو وتشافي وإنيستا خلف المهاجم المتقدم دافيد فيا ..... ذلك الشكل قد يختلف في الأسماء وتوظيفها فقط، بحيث يلعب فيا في الجانب الأيسر وإنيستا في الأيمن ويلعب توريس في دور المهاجم المتمركز.

كل شكل خططي من السابقين له سلبياته وإيجابياته وقد اتضح كل هذا خلال مباراة نصف النهائي أمام ألمانيا وهي المباراة الأفضل لأبطال اليورو، لكن عمومًا الأداء الدفاعي للإسبان يعتمد على تحركات الرباعي الخلفي وثنائي الارتكاز وخاصة بوسكيتش بجانب الضغط القوي من الرباعي الأمامي على المنافس والعودة خلال الحالة الدفاعية لوسط الملعب، بينما يعتمد الأداء الهجومي على التحركات الجماعية المدهشة من اللاعبين وتبادلهم المراكز وقدراتهم الفردية الكبيرة من حيث المراوغة والتمرير السريع والتسديد من كل زوايا الملعب.

وفيما يلي أبرز النقاط المؤثرة في لعب المنتخب الإسباني:

* الخط الخلفي يِلعب مثل نظيره الهولندي، بحيث يتقدم الظهير الأيمن "راموس" دائمًا للواجب الهجومي ويتم تثبيت كابيديفيا للواجب الدفاعي ولكن الفارق هو مشاركة بيكيه في الواجب الهجومي من خلال تقدمه لمنطقة الوسط والتوغل أحيانًا معتمدًا على مهاراته الفردية الجيدة وهو الى حدٍ كبير يُشبه أسلوب لعب مدافع البرازيل "لوسيو".
* محوري الارتكاز في الفريق يُوزعان المهام بينهما جيدًا، بحيث يتولى بوسكيتش الواجب الدفاعي الكامل ويكاد يكون دوره الهجومي منعدم تمامًا، ولهذا نراه دائمًا ما يلعب متأخر نوعًا ما عن زميله "ألونسو" ودائمًا ما يكون المكلف برقابة الرجل الأفضل في خط وسط المنافس ويمتلك لاعب برشلونة قدرات ممتازة في استخلاص الكرة وافساد هجمات المنافس.
* ألوسنو هو محور الارتكاز العصري الذي يمتلك قدرات دفاعية وأخرى هجومية ويُوازن بينها حسب شكل المباراة والحالة العامة للفريق، أي أنه يُهاجم في الحالة الهجومية وخاصة عبر التوغل في عمق الملعب والتسديد من بعيد ويُدافع في الحالة الدفاعية بحيث يعود للوسط ويساعد في التغطية عبر الأطراف.
* الجميل في خط وسط الإسبان هو أن الثلاثي الأمامي "تشافي وإنيستا وبيدرو" يؤدون الواجب الدفاعي بامتياز كبير، بحيث يعود الثلاثي ويلتحم مع محوري الارتكاز خلال الحالة الدفاعية ولهذا نرى دفاع الفريق قوي ومتين وصعب اختراقه بل صعب حتى الحفاظ على الكرة طويلًا أمامه.
* على الجانب الهجومي، نرى تشافي يلعب في عمق الملعب ويُمثل قائد الجزء الهجومي للفريق وقد عانى في البداية نتيجة تغير مركزه وتواجده بالقرب من منطقة الجزاء أكثر مما كان في برشلونة، ولكنه الآن اعتاد ذلك المركز وبدأ يتأقلم عليه جيدًا بحيث يعود للخلف قليلًا ويبدأ في ادارة اللعب كما يريد من خلال رؤيته الثاقبة للملعب وتمريرات الدقيقة للغاية ويمكن القول أن المنتخب الإسباني يتحرك حول دائرة كبيرة مركزها الأساسي هو تشافي الذي يستلم من الجميع ويُسلم الجميع.
* حين يلعب الفريق بدافيد فيا في الجانب الأيسر يمتلك لاعب مهم للغاية هنا، لأن فيا يمتلك القدرات الفردية الكبيرة التي تساعده على التحرك في الجانب الأيسر واختراق منطقة الجزاء ثم التسديد أو تنفيذ الهجمات الجماعية وأحيانًا تمرير الكرات العرضية ... أي يمكن القول باختصار أن فيا يفعل كل شيء يتعلق بالهجوم حين يلعب في الجانب الأيسر ويكون كلمة الحسم التي تساهم في انتصارات الفريق خاصة أن خطورته تُربك الدفاع كثيرًا وتساعد زملاءه على الحركة والهروب من الرقابة والضغط الدفاعي.
* اللعب بإنيستا في الجانب الأيسر لا يختلف كثيرًا عن اللعب بفيا، ولكنه يبقى أقل في الانتاج وخاصة داخل منطقة الجزاء وما يتعلق بالقرب من المرمى .... والسبب واضح وهو أن إينستا لاعب وسط أساسًا لكن فيا لاعب مهاجم، لهذا إنيستا يُفيد أكثر في الواجب الدفاعي لكن فيا يمنح الفريق نكهة هجومية رائعة.
* تواجد بيدرو في الجانب الأيمن يمنح الفريق التوازن الهجومي المطلوب لأن بيدرو يُشعل الجبهة اليمنى بأدائه المميز هجومًا ودفاعًا ويُساعد كثيرًا الفريق .... بعكس تواجد إنيستا الذي يجعل اللعب مُركزًا في الجانب الأيسر والعمق نظرًا لأن بيدرو يلعب على اليمين دائمًا في ناديه بينما يلعب إنيستا يسار أو في العمق.
* وجود بيدرو في الجانب الأيمن يتعلق بتواجد فيا في قلب الهجوم وهذا يمنح الفريق كما قلنا التوازن المطلوب لكنه يُضعف كثيرًا من قدرات المهاجم الإسباني ويجعل جهده أقل كثيرًا بل ويؤثر على هجوم الفريق بالكامل لأنه يحرمه من العمق المطلوب نظرًا لأن فيا لا يلتزم بالتواجد داخل المنطقة بل يتحرك خارجها وخاصة في الجانب الأيسر وهذا بعكس ما يفعله فيرناندو توريس الذي يتمركز داخل المنطقة ويمنح الفريق العمق الهجومي المطلوب وفي نفس الوقت يمنح فيا حرية الحركة في الجانب الأيسر وهو هنا يمنح الفريق شكل هجومي رائع لكن للأسف يميل لليسار نتيجة غياب بيدرو أو بديله.
* مختصر ما ذُكر سابقًا أن كل تواجد فيا في الجانب الأيسر يُفيد الفريق من حيث التحرك على اليسار وإيجاد العمق الهجومي المطلوب لكنه يحرمه التوازن الهجومي أو التواجد الهجومي في الجانب الأيمن ..... بينما تواجد فيا في العمق يعني تواجد بيدرو في اليمين وهنا يتزن أداء الفريق هجوميًا ويمنحه العمق المطلوب بتواجد توريس داخل المنطقة لكن يُحرم من مجهود وانتاج فيا الكبير في الجانب الأيسر.
* الكرات الثابتة سلاح مهم أيضًا للمنتخب الإسباني خاصة بتواجد الثنائي الممتاز في التعامل مع الكرات الهوائية "بويول وبيكيه" ولهذا يتوجب على الهولنديين الحذر كثيرًا من تلك الكرات.
* دل بوسكي محظوظ للغاية بالاشراف على منتخب يزدحم بالقدرات الفردية ولهذا يجد بجانبه مجموعة من الأوراق الرابحة القادرة على تغيير شكل المباراة في أي لحظة، هناك ماتا ونافاس وسيلفا ويورينتي وفابريجاس وجميعهم قادر على تغيير شكل الفريق ومنحه الاضافة المطلوبة.

سيناريو المواجهة ...... معركة الوسط هي الأقوى والأشرس

http://u.goal.com/101400/101474hp2.jpg
هي مواجهة جماعية لكن يتخللها العديد من المواجهات الفردية التي ستلعب الدور الأهم في حسم النتيجة، هي مواجهة بين الدفاع الإسباني القوي والهجوم الهولندي الشرس وهي كذلك مواجهة بين مجموعة من أفضل لاعبي الوسط في العالم سواء على الجانب الدفاعي أو الهجومي وهي كذلك مواجهة رقمية بين شنايدر ودافيد فيا والهدف لقب هداف البطولة وربما أفضل لاعبيها كذلك.

الدفاع الإسباني عليه مهمة صعبة تتمثل باحكام السيطرة على الثلاثي وربين وكويت وشنايدر ومحاولة عزلهم وإبعادهم عن منطقة الجزاء الإسبانية وتلك ليست بالمهمة السهلة نظرًا للمهارات الكبيرة والذكاء الواضح الذي يتمتع به الثلاثي وإن كانت أسهل من مهمة الدفاع الهولندي الذي سيُجبر على مواجهة كل نقاط ضعفه حين يواجه هجوم إسبانيا الذي يمتاز بالسرعة والمهارة والحركة دون كرة وتبادل المراكز ويبقى بين كل هذا السرعة هي السلاح الأقوى للإسبان سواء كانت السرعة في التفكير أو اتخاذ القرار أو تنفيذه أو الانطلاق بالكرة أو تمريرها أو تبادل المراكز أو تنفيذ الهجمات الجماعية.

مواجهة قوية تتعلق بهذا الجانب أيضًا سيشهدها الملعب بين بوسكيتش وشنايدر حيث سيكون الأول هو المكلف برقابة الثاني والضغط عليه دفاعيًا وفي حال نجاحه سيصيب الهجوم الهولندي بشلل ولكن في حال الفشل سيتسبب لحارس مرماه بالكثير من الازعاج ..... على الجانب المقابل هناك دي يونج وتشافي والمبارزة بينهما ستحدد كثيرًا مدى خطورة الهجوم الإسباني على المرمى الهولندي وهنا سيكون الأفضل اختيار دي يونج لتلك المهمة بدلًا من فان بوميل نظرًا لأن الأول يتمتع بالحيوية والسرعة اللازمة فيما يميل الثاني للعنف أكثر في أدائه وقد يغادر المباراة إن وقع في فخ الذكاء الإسباني.

الأطراف ستواجه مباراة صعبة للغاية، برونكهوست سيكون عليه مواجهة بيدرو -في حال قرر دل بوسكي الدفع به- وسيرتاح كثيرًا في حال غاب عن اللقاء فيما سيتوجب على فان دار فيل أن يُوزان بين تقدمه الهجومي وحذره الدفاعي من فيا أو إينستا وكلاهما يستحق معاملة خاصة بل خاصة للغاية ..... مهمة راموس وكابديفيا لن تكون بالأسهل لأنهما سيواجهان إثنين من نجوم البطولة وأكثر لاعبيها سرعة ومهارة وهما روبين وكويت ولكن ربما الميزة هنا هي المساعدة التي سيتلقاها اللاعبان من زملائهما المتقدمين بعكس ما سيحدث مع فان دير فيل خاصة حيث أن روبين لا يعود للدفاع إلا نادرًا.

المعركة الكبرى في وسط الملعب، وهنا يتشابه أسلوب لعب الفريقين ويشتركان معًا في ميزة السرعة والمهارة وبالتالي لن تكون كلمة السر في فرض الأسلوب كما في مواجهة نصف النهائي، بل كلمة السر هنا في التطبيق المثالي لتكتيك المدرب والتحرك ككتلة واحدة دفاعًا وهجومًا والأهم الالتزام التكتيكي والتمركز السليم خاصة في الحالة الدفاعية.

سيناريو المباراة يُتوقع أن يشهد سيطرة إسبانية على منطقة الوسط ومحاولة تنظيم الهجمات على المرمى الهولندي مقابل تكتل دفاعي برتقالي واعتماد على الهجمات المرتدة السريعة في المساحة بين دفاع ووسط الإسبان وفي نفس الوقت هناك مجال لبعض الهجمات المنظمة لكن على فترات متباعدة .... ذلك السيناريو هو الأفضل لرجال هولندا لأنه يحافظ على قوتهم الدفاعية وفي نفس الوقت يمنحهم خطورة هجومية كبيرة لأن مهاجمة إسبانيا بالمرتدات المعتمدة على التمريرات الطويلة على الأطراف أسهل كثيرًا من محاولة اختراق دفاعها بشكل منظم وعبر تمريرات قصيرة وسريعة وقد رأينا كيف عانى الألمان من تلك النقطة وإن كان المانشافت يعانون من البطء وهو ما لا يعاني منه الهجوم الهولندي.

لكن تبقى نقطة شائكة في تطبيق ذلك السيناريو بالنسبة لهولندا وهي صعوبة ايقاف الهجوم الإسباني، لأن إسبانيا إن امتلكت الكرة تستطيع اختراق أعتى دفاعات العالم الكروية نظرًا لما تمتاز به من سرعة ومهارة عند جميع اللاعبين .... لهذا على هولندا أن تُقيم ما يشبه الحواجز في وجه الدفاع الإسباني وتُبقي تمريراته وأدائه الجماعي بعيدًا عن الثلث الأخير من الملعب كما فعلت الباراجواي وكما فعلت إيطاليا في بطولة اليورو الأخيرة وكذلك فعلته ألمانيا في كثير من أوقات مباراة نصف النهائي.

في المقابل على إسبانيا ألا تقع في الفخ الهولندي وتندفع للهجوم الشرس تاركة المساحات في الثلث الدفاعي لأن روبين قادر تمامًا على استخدامها وكذلك طبعًا شنايدر وكويت وفان بيرسي.

بناءًا على ما سبق، قد نتابع مباراة مملة يُسيطر الحذر الدفاعي على طرفيها وتنحصر الكرة خلالها في وسط الملعب وتغيب المحاولات الهجومية سوى من بعض المرتدات وقد نتابع مباراة مفتوحة عامرة بالمحاولات الهجومية والفرص الخطيرة ولكني أتوقع تطبيق السيناريو الأول لأن ذلك المونديال أثبت أن القوة في الدفاع وليس الهجوم.

التشكيل المتوقع ..... ثبات واستقرار هولندي وحيرة اسبانية

http://u.goal.com/93400/93418hp2.jpg http://u.goal.com/93400/93418hp2.jpg

هولندا

المدرب فان ميرفيك مستقر تمامًأ على الـ11 لاعب الذين سيبدأ بهم اللقاء ومساحة التغيير معدومة تمامًا نظرًا لعدم معاناته من أي غيابات وكذلك عدم وجود أي لاعب أفضل من أؤلئك على دكة البدلاء، وفيما يلي التشكيل المتوقع للفريق:

ستيكلنبرج

فان بورنكهوست ماتيسين هيتينجا فان دير فيل

فان بوميل دي يونج

كويت شنايدر روبين
فان بيرسي


إسبانيا

المدرب دل بوسكي لا يعاني من أي غيابات أيضًا ويتمتع بتشكيل كامل، ولكن المشكلة المُحيرة لديه تكمن في الاستقرار على الشكل التكتيكي للفريق وإن كان سيلعب مثلما واجه ألمانيا أو مثلما لعب في المباريات السابقة، وفيما يلي التشكيل المتوقع للفريق:

كاسياس

كابديفيا بويول بيكيه راموس

بوسكيتش ألونسو

فيا (إنيستا) تشافي إنيستا (بيدرو)

توريس (فيا)


نظرة للتاريخ ....... نهائي يبدأ تاريخ المواجهات المونديالية

http://u.goal.com/101400/101474hp2.jpg
شاءت الظروف أن تكون المباراة الأولى التي تجمع الطرفين في بطولة كبيرة -كأس العالم أو كأس أوروبا- هي في نهائي تلك البطولة، حيث لم يلتق المنتخب الهولندي مع نظيره الإسباني أبدًا في كأس العالم رغم المشاركات العديدة للطرفين في البطولة.

تاريخ مواجهات الفريقين معًا بدأ عام 1957 بمباراة ودية أقيمت في مدريد وانتهت بفوز أصحاب الملعب بنتيجة 5-1، ومن وقتها وقد لعب الفريقين 8 مباريات فازت هولندا في 4 وإسبانيا في 3 وحسم التعادل المباراة الأخيرة، لكن من بين تلك الـ8 كان فقط مباراتان رسميتان في تصفيات بطولة كأس الأمم الأوروبية 1984 وقد تبادل الطرفان الفوز على ملعبيهما، وفيما يلي سجل بتاريخ مباريات الفريقين سواء الودية أو الرسمية:

فاز المنتخب الإسباني بنتيجة 5-1 في مباراة ودية أقيمت في مدريد عام 1957
فاز المنتخب الهولندي بنتيجة 3-2 في مباراة ودية أقيمت في أمستردام عام 1973
فاز المنتخب الإسباني بنتيجة 1-0 في مباراة ودية أقيمت في فيجو عام 1980
فاز المنتخب الإسباني بنتيجة 1-0 في مباراة ضمن تصفيات كأس الأمم الأوروبية أقيمت في سيفيليا عام 1983
فاز المنتخب الهولندي بنتيجة 2-1 في مباراة ضمن تصفيات كأس الأمم الأوروبية أقيمت في روتردام عام 1983
تعادل المنتخبات بنتيجة 1-1 في مباراة ودية أقيمت في برشلونة عام 1987
فاز المنتخب الهولندي بنتيجة 2-1 في مباراة ودية أقيمت في سيفيليا عام 2000
فاز المنتخب الهولندي بنتيجة 1-0 في مباراة ودية أقيمت في روتردام عام 2001

بعض الحقائق عن الفريقين في البطولة الحالية:

دافيد فيا نجم المنتخب الإسباني سجل 8 أهداف للمنتخب الإسباني في آخر بطولتين للمونديال، كان منها 5 أهداف في مونديال 2010 رفعت رصيده من الأهداف الدولية الى 43 هدف ولديه فرصة كبيرة لمعادلة الرقم القياسي المسجل باسم راؤول جونزالز في حال زار الشباك الهولندية وفي حال زارها للمرة الثانية سينفرد بالرقم ويُصبح الهداف التاريخي للمنتخب.

المنتخب الهولندي حقق بالفعل رقمًا قياسيًا خاصًا للغاية ويتمثل بتحقيقه 14 انتصار متتالي في تصفيات ونهائيات المونديال.

الفريقين لا يلعبان فقط على لقب مونديال 2010، بل كذلك على عدد من الأمور التاريخية أبرزها الانجاز الأول لدولتهما وكذلك التتويج الخارجي الأول لمنتخب أوروبي حيث لم يسبق لفريق أوروبي أن تُوج بالبطولة خارج القارة العجوز.

إسبانيا هي المنتخب صاحب اللعب النظيف في البطولة حيث لم ينل لاعبوه سوى 3 إنذارات بينما كان نصيب المنتخب الهولندي 15 بطاقة صفراء.

إسبانيا في حال فوزها بالبطولة ستكون المنتخب الأول الذي يُتوج بالبطولة وقد خسر مباراته الافتتاحية، ذلك أمر لم يحدث أبدًا من قبل وإسبانيا ستُغير التاريخ إن فعلته.

آخر أخبار الفريقين ...... روبين يُشارك مصابًا وبيدرو أساسي من جديد

http://u.goal.com/101400/101474hp2.jpg
الحديث داخل المعسكر الإسباني يدور حول مشاركة بيدرو من جديد في التشكيل الأساسي وعلى حساب فيرناندو توريس ليلعب دل بوسكي من جديد بنفس التشكيل الذي واجه ألمانيا أملًا في تقديم عرض مشابه والأهم تحقيق الفوز.

مشاركة بيدرو وغياب توريس تأتي على الرغم من النداء الذي وجهه اللاعب لمدربه طالبًا منه المشاركة في النهائي وواعدًا إياه بالتسجيل في مرمى الهولنديين.

بالانتقال للمعسكر الهولندي نجد أن أخبار الإصابات هي المسيطرة على الجميع قبل انطلاق صافرة الحكم هاورد ويب، حيث تُفيد التقاير المتابعة أن الثلاثي ستيكلبنيرج وروبين وشنايدر تعرضوا لاصابات مختلفه خلال الأيام الأخيرة ولكن هناك تأكيد على مشاركتهم جميعًا في اللقاء رغم شعورهم بالألم وخاصة روبين الذي تحدث للمدرب وطلب منه المشاركة رغم الإصابة لأنه لا يريد تفويت تلك الفرصة المهمة.

أحد أبرز الأخبار التي تفرض نفسها على الساحة هو توقعات الأخطبوط الألماني الشهير "بول" صاحب التوقعات الصائبة في مباريات المنتخب الألماني خلال البطولة، بول كان مصدر للتفاؤل داخل المعسكر الإسباني بعدما توقع فوز إسبانيا بالبطولة ولكن لاعبي هولندا وعوده بمفاجأة كبيرة تنسف مصداقيته في العالم.

الحكم الإنجليزي هاوارد ويب طالب الجماهير والمتابعين بالتركيز على أداء اللاعبين خلال المباراة النهائية وعدم التطرق لكل قرار يقوم به الحكم، ويب وكنوع من الاسترخاء زار إحدى حدائق الحيوان في جنوب أفريقيا في محاولة كما يبدو للابتعاد عن توتر المباراة وخاصة الضغوطات الإعلامية من كلا المعسكرين.

النتيجة المتوقعة:

الكاتب: إسبانيا 3-1 هولندا

القارئ: إسبانيا ؟-؟ هولندا